السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: مشكلتي مع زوجي تكمن في اهماله لي وعدم الاهتمام بي ولا التزين لي ولا يلبي طلباتي بحكم انني عاملة فهو لا يشتري لي شيء.
وحتي للاولاد فهو معتمد علي وحتى اغراض البيت ماعدا المصروف اليومي فهو الذي يشتريه
وعند ذهابي لاهلي لا يتصل بي ولا يسال عني ويود ألا اعود إلى البيت.
أما من الناحية المعاشرة فهو لا يعاشرني الا مرة في السنة تقرببا مع انه لا يعاني من اي مرض مع العلم انه ينام في غرفة مع الاولاد رغم انني اتزين له وأتعطر وأفاجئه دائما بانواع الاكل
فتحت معه الموضوع عدة مرات وقلت له ان هذا من الهجر المنهي عنه فهو لا يجيد الحوار ولا الانصات ولا يبالي بما أقول و يستهزء بي و يسمعني كلام جارح على ابسط الامور
مع العلم أن هناك فرق في المستوى الدراسي والمادي فهو لم يتعلم لكن لا اشعره بذلك ابدا وأمدحه وأرفع من معنوياته حتى ان الكل يعتبره ذو مستوى تعليمي متوسط
بسم الله الرحمن الرحيم..
الحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين.. وبعد ,,
أخيتي الحبيبة.. (أم أيمن).. حفظكِ الرحمن..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأهلًا وسهلًا بكِ في موقع (المستشار).. شاكرين ومقدرين ثقتكِ الغالية بالموقع وبنا.. سائلين الله - عز وجل - أن نكون عند حسن ظنكِ وأن تجدي ضالتكِ هنا.
غاليتي..
أعجبني فيكِ صبركِ على زوجكِ وحبكِ له وهذا ليس بمستغرب على المرآة المسلمة.. فبارك الله فيكِ وكثر من أمثالكِ..
عزيزتي..
بعد قراءة استشارتكِ.. أقول وبالله التوفيق /
1- ابحثي عن سبب سلوكه هذا.. ربما كان السبب يرجع لشعوره بالنقص لوجود فوارق بينكما (تعليمية – ثقافيه – وظيفية – مادية) ,وفيما يتعلق بأمر العلاقة الحميمية لم تذكري عمر الزواج؟ فله تأثيره على هذه العلاقة , وهل كان سلوكه هذا من أول سنة زواج؟..
ربما كان السبب يرجع (إلى عارض صحي لم يصرح به - إليكِ بسبب الولادات المتكررة – لأسباب نفسية فالهموم والمشاكل والقلق وكثرة التفكير تجهد العقل والنفس ,أضيفي إلى ذلك إن كان عملة يتطلب الجهد البدني!)..
2- بالحوار الإيجابي الشفاف الذي يغلفه التفهم والاحتواء يصل الشخص لعقل وقلب الآخر.. فتحيني الزمان والمكان المناسبين لإقامة حوار هدفه الأساسي المصارحة ومعرفة الأسباب الحقيقية وراء هذا السلوك بعيدًا عن تقاذف الاتهامات , واحرصي – رعاكِ الله – على الأسلوب اللطيف الرقيق ولا تنسي أنكِ أنثى تملكين أسلحة الأنثى التي لا يصمد أمامها رجل.
3- اقتني الأشرطة الدينية التي تتحدث عن حسن العشرة واجعليها قريبة من متناول يديه وقد زينتها بطريقة تحرك فيه الفضول لسماع ما تحتويه , ولا تنسي - وفقكِ الله – أن للهدية الأثر العجيب في نفس كل شخص.
4- اسعي – بارك الله فيكِ – على تقوية الوازع الديني عنده محتسبة ذلك عند الله , ولا أجمل من تعاون الزوجين على طاعة الله , وقيام الليل , والذكر , ولا بأس بجلسات الوعظ والتذكير بما ينتظر الإنسان من الحساب والجزاء فمن شأن ذلك أن يوقظ القلب من غفلته ويحييه فإذا استقام القلب وصلح صلح سائر العمل.
5- ابحثي في عائلتكم وأقاربكم والأصدقاء والجيران من يتصف بالصلاح وتشعري أن لهم تأثير على زوجكِ.. وأقيمي علاقات أسرية معهم فالرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: [المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل], واحرصي – رعاك الله – على عدم ترك بيتك أبدًا واجعلي زياراتك لأهلك محدده بزمن , فمكانك الطبيعي يا ملكة هو مملكتك الصغيرة (بيتك)..
6- العلاقة الحميمية لا تقتصر على الجنس إنما تشمل القبلات والأحضان والهمسات واللمسات , بادري وخذي نصيبكِ منها وأشبعي عاطفتكِ بها من حليلكِ , واستمري على حسن تبعلكِ لزوجكِ , فلن يضيع الله صبركِ وعملكِ وستؤجرين عليه - بإذن الله - طالما استحضرتِ النية.
7- يبقى الصبر خطوة مهمة جدًا لتحقيق الهدف ونجاحه , يقول تعالى: {فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا} ولن يغلب عسرًا يسرين , استحضري ايجابياته وألحي على الله بالدعاء أن يحنن قلبه عليكِ ويسخره لكِ و لأبنائكما , والجئي إليه بصدق , وكرري (اللهم اكفني بحلالك عن حرامك , واغنني بفضلك عمن سواك) , ولا تدعي يومًا يمر بدون استغفار فهو بوابة كل خير وفلاح.
وأخيرًا::
استمري على تلك الخطوات لمدة 3 شهور بروح التفاؤل والثقة بما عند الله.. فقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء.
ختامًا::
أسأل الله بحوله وقوته أن يصلح شأنكِ.. ويسخر لكِ زوجكِ.. ويسعد قلبكِ بما تحبين.. إنه جوادٌ كريم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.. دمتِ بود..
الكاتب: أ. سارة فريج السبيعي
المصدر: موقع المستشار